عرف الإنسان منذ القدم أهمية الدم للحياة.. وأنه إذا فقد الكثير منه يكون قد عرض حياته للخطر فماذا يفعل تجاه طفل تجرى له عملية جراحية وفي حاجة إلى نقل دم؟ وما شعوره إذا رأى فتاة في عمر الزهور تعاني من مرض سرطان الدم؟ أو شيخا طاعنا في السن يعالج من آثار حروق شديدة وفي احتياج إلى نقل الدم؟! صحيح أن طرق العلاج تتطور باستمرار وكثير من العمليات تجرى يوميا وتستدعي نقل دم للمريض.. لكن أن تنقذ حياة شخص ما بتبرعك بالدم شيء آخر له وقفة.. وقفة نفهم من خلالها أهمية تبرع الإنسان بدمه من الناحية الصحية والجسدية.
ما أهم مميزات خلايا الدم الحمراء؟
نجح أحد العلماء في تقسيم الناس إلى أربع مجموعات:
1. المجموعة الأولى خلاياها الحمراء تتميز باحتوائها على المادة A، فهؤلاء الناس يحملون فصيلة دم A.
2. والمجموعة الثانية تتميز خلاياها الحمراء باحتوائها على المادة B وهم الناس الذين يحملون فصيلة دم B.
3. والمجموعة الثالثة تتميز خلاياها الحمراء باحتوائها على المادة AB وهم الناس الذين يحملون فصيلة دم AB.
4. أما المجموعة الرابعة فتتميز خلاياها الحمراء بعدم احتوائها على المادتين السابقتين، لذلك فإن هؤلاء الناس فصيلة الدم لديهم O (بمعنى أنها لا تحتوي على A ولا تحتوي على B).
وبعد ذلك أثبتت الدراسات أن هذه المواد ما هي إلا كربوهيدرات توجد في أغشية الخلايا الحمراء، بالإضافة إلى احتواء أغشية الخلايا على الكثير من المواد التي جميعها تكون متشابهة أيضا بين الناس لكن الاختلاف يكمن في مادة ال A وB.
ما أهمية هذه الفصائل؟
تكمن أهمية هذه الفصائل في أنه لا بد من أخذها بعين الاعتبار عند إجراء عملية نقل الدم من شخص إلى آخر.. لأن كل جسم يحمل فصيلة دم توجد في بلازما دمه أجسام مضادة للفصائل الأخرى. لكن نجد أن صاحب فصيلة الدم O يستطيع أن يعطي دما فقط (خلايا الدم الحمراء وليس الدم الكامل) لكل أصحاب الفصائل الأخرى، لأن خلاياه الحمراء لا تحمل الأنتيجينات A أو B هذا يجعل الأجسام المضادة من نوعي anti-A أو anti-B التي توجد لدى المتلقي لا تؤثر على هذه الخلايا. أما إذا كانت فصيلة دم المعطي AB فإنه لا يستطيع أن يتبرع بالدم إلا لأصحاب الفصيلة نفسها. ولكنه يستطيع أن يتلقى خلايا الدم الحمراء من أصحاب كل الفصائل الأخرى ذلك لأن بلازما الدم لا تحتوي على الأجسام المضادة من النوعين anti-A أو anti-B مما يجعلها لا تؤثر على الخلايا الحمراء.
هل التبرع بصفائح الدم يضر بصحة الإنسان؟
بالنسبة للجسم السليم لا توجد أي أضرار من جراء تبرعه بصفائح الدم لجسم آخر لأن مخزون الصفائح الدموية في الجسم السليم يكون كبيرا جدا وأيضا قدرة الجسم الطبيعية على تعويض الصفائح تكون هائلة.
متى يحتاج المريض لنقل صفائح الدم؟
يحتاج المريض لعملية نقل صفائح الدم إليه عندما يقل عدد الصفائح في دمه إلى الحد الذي لا تستطيع فيه صفائح الدم عنده ا لقيام بوظيفتها مما يجعله عرضة للنزف داخل أو خارج الجسم الأمر الذي قد يودي بحياته ويكون نقل صفائح الدم هو الأمل الوحيد لإنقاذ حياته مثال ذلك مرضى السرطان.
كيف يتم استخلاص صفائح الدم فقط من المتبرع؟
يتم استخلاص صفائح الدم فقط عن طريق جهاز يسمي بجهاز فاصل الخلايا، حيث ينفصل الدم إلى مكوناته الأساسية وهي البلازما وصفائح الدم وكريات الدم البيضاء وكريات الدم الحمراء ويتم جمع صفائح الدم في أكياس خاصة.. أما باقي المكونات فتعاد مرة ثانية إلى المتبرع.
ماذا يقصد بصفائح الدم؟
صفائح الدم هي خلايا صغيرة جدا ليس لها لون توجد في الدم وظيفتها هي منع حدوث نزيف الدم وإيقافه حين حدوثه.
هل عملية التبرع بصفائح الدم تؤدي إلى نقل الأمراض في بعض الأحيان من المتبرع إلى المتبرع إليه؟
لا يمكن أن يحدث نقل الأمراض من المتبرع إلى المتبرع إليه لأن المتبرع يتم أخذ عينة من دمه من الوريد للتأكد من خلوه من أمراض معينة هي الالتهاب الكبدي الفيروسي بنوعيه (ب وج) ، الإيدز ، الزهري ، الملاريا وفيروس HTLV. وذلك عن طريق وحدة الميكروبيولوجي وهي التي تقوم بإجراء الاختبارات الفيروسية والطفيلية على جميع عينات الدم أو الصفائح الدموية للتأكد من خلوها من الأمراض المعنية التي ذكرناها ومسبباتها، وفي حالة وجد أي متبرع مصاب بأي من الأمراض السابقة يتم عزل أكياس الدم المتبرع بها ويتم إبلاغ الجهات المختصة لعمل اللازم بخصوص المصاب.
هل يمكن أن تؤدي عملية التبرع بصفائح الدم إلى حدوث عدوى من متبرع إلى آخر؟
لا يمكن أن تؤدي عملية التبرع بصفائح الدم إلى حدوث العدوى من متبرع إلى آخر لأن دم المتبرع لا يلمس إطلاقا جهاز فاصل الخلايا بل يظل الدم محصورا دائما في المجموعة البلاستيكية المركبة على الجهاز وهذه المجموعة تستعمل مرة واحدة لكل متبرع.
كيف يتم فحص ومطابقة فصائل صفائح الدم؟
يتم ذلك من خلال المختبر الذي يقوم بدوره بالكشف عن فصائل فصائح الدم ومضاداتها والبحث عن مسببات الأمراض الناتجة عنها، ويقوم المختبر أيضا بالخدمات التشخيصية التالية:
1. الفحوصات اللازمة للكشف عن فصيلة (HPA-1a Negative) بصفائح الدم.
2. تعريف الأجسام المضادة لفصائل صفائح الدم (HPA - Antibodies).
3. الفحوصات اللازمة للكشف عن الأجسام المضادة لفصائل كريات الدم البيضاء (HLA - Antibodies).
4. تعريف الأجسام المضادة الذاتية لفصائل الدم.
5. تعريف الأجسام المضادة للعامل الرابع لصفائح الدم (PF4).
وبالإضافة إلى خدمات المختبر التشخيصية فإن المختبر يقوم بفحص المتبرعين بما فيهم متبرعو الدم وصفائح الدم وذلك من أجل إيجاد قاعدة متبرعين من ذو الفصيلة (HPA-1a Neg)، وذلك لتوفير الدم ومشتقاته للأطفال الخدج الذين يعانون من هبوط حاد لصفائح الدم ويمكن أيضا توفير واستخدام هذه الصفائح لنقلها للأجنة داخل الرحم.
هل هناك شروط يجب أن تتوفر في المتبرع بصفائح الدم؟
نعم توجد شروط يجب توافرها في المتبرع لكي يتم قبوله فلا يقل عمره عن 18 سنة ولا يتعدى 60 سنة، وأن يحمل بطاقة مدنية وأن يكون وزنه بحد أدنى 50 كيلوجراما ولا يشكو من أية أمراض حادة أو مزمنة إذا ما توفرت هذه الشروط في المتبرع يمكنه أن يتبرع 450 ملليمترا من الدم فهذه الكمية تمثل أقل من 10% من حجم وزنه وهي كمية آمنة جدا.
هل عملية التبرع بصفائح الدم تكون مؤلمة؟ أو هناك أي خطورة على المتبرع؟
عملية التبرع لا تكون مؤلمة ذلك نظرا للتطور العلمي المذهل والخبرة الكبيرة والأداء المتميز هذا كله جعل عملية التبرع آمنة وسريعة، ففي خلال خمس أو عشر دقائق نكون جمعنا حوالي 450 ملليمترا من الدم. هذا بالإضافة إلى أنه لا توجد أي خطورة على المتبرع لأن جميع خطوات التبرع يقوم بها طاقم متدرب تدريبا جيدا وأن أكياس الدم والإبر لا تستعمل إلا مرة واحدة لمتبرع واحد. ولكن هناك نسبة قليلة جدا من المتبرعين يشعرون بحرارة أو دوار بعد التبرع أو شد في عضلاتهم أثناء دخول الإبرة فهذا كله أمر عادي ولا أهمية له بالمرة.
====
الصورة اللي فوق ليست صورة لعملية التبرع
وإنما كانت لسحب عينة لتحليل الدم.